كتب مصطفى بونيف
انفجر غاضبا وهو يحملق في وجهها والشرر يتطاير من عينيه :
- أنا زهقت ، زهقت منك ومن زعيقك كل يوم ، ده كان يوم أسود يوم ما عرفتك ، طهقتيني يا شيخة ، إلهي ياخذني ويخلصني منك ....ثم راح يحل عقدة الكرفتة وهو يلعن سنسفيل الزواج . والمأذون الذي كتب عقد الزواج ...
طبعا السيدة لم تسكت ، وراحت تصرخ ، كأنها تريد أن تلم أمة لا إله إلا الله حولهما
- نعم يا خويا ، مالك بتعلي صوتك ليه ؟؟ ، خلاص طلعلك سنان وبقيت تعضي يا قطة ، شوف يا عينية أوعا تغرك عضلاتك دنا ست بمئة راجل ، دنا أقطعك وأحطك في أكياس ولا يهمني حاجة ، إنت نسيت نفسك ولا إيه ..دنا أشرب من دمك ...ثم وضعت يديها على خصرها ، بعد أن رفعت حاجبها حتى كاد أن يخرج من وجهها ...
طبعا ...كان هذا مشهد ا من مسلسل عربي ، كنت أواضب على مشاهدته الساعة السابعة والربع ....التفت إلى زوجتنا ، وسألتها : ماذا كانت تقصد السيدة في المسلسل عندما هددت زوجها بالأكياس ؟.
تربعت زوجتنا على الكنبة ، وكأنها ستعطيني درسا في الفقه وقالت : الأكياس يا زوجي الحبيب ، من البلاستيك .
فسألت بغباء شديد : مثل أكياس اللحمة ...؟؟
ابتسمت في ثقة وقالت : بالضبط ، لكن اللحم الذي يوضع في داخلها ليس لحم الخرفان أو البقر ..وإنما لحم البشر .
قلت : يا ساتر يا رب ، وما الذي يدفعها إلى ذلك ؟؟؟؟...
دنت مني وقالت : شوف يا حبيبي ، الزوجة مننا عندما تكتشف أن زوجها يلعب بذيله .
قاطعتها في بلاهة : بذيله ، كيف ؟؟؟؟ ومنذ متى للرجال أذيال يلعبون بها ، هل هم قطط ؟؟؟
ابتسمت في ثقة أيضا : يلعبون بذيلهم يا حبيبي ، كناية عن الخيانة ، ألست مدرسا للغة العربية ؟؟
قلت : يا سلام ، يعني الغيرة قد تدفع بالزوجة إلى نحر زوجها مثل خروف العيد ،لكن خروف العيد نضع لحمه في أكياس لنتصدق به للفقراء والمساكين ، ولحم الزوج يوضع في أكياس .....ما الحكمة من ذلك ؟
قالت : أكياس الزوج ، ترمى في البلاعات .يا زوجي يا حبيبي .
تنحنحت وتلحلحت من مكاني وقلت في رعب وبصوت منخفض : الأكياس الآن عرفت سر الأكياس التي تضعينها في الدولاب ،
- شاطر يا حبيبي ، لكنني لا أعتقد بأني سأضطر إلى استخدامها لأنك يا حبيبي مثال في الوفاء . ثم استدركت قائلة سكينة اللحمة في المطبخ يا حبيبي .
انتهى المسلسل ، وعرض بعده فيديو كليب لهيفاء وهبي ..."بوس الواوا "...
وقفت من مكاني ، غاضبا : ماهذا الإسفاف ماهذا الإجرام ، لاحول ولا قوة إلا بالله ، ما الذي حصل في الدنيا ....؟؟؟؟ أين أيام العندليب والست أم كلثوم...إن شكل اللي اسمها هيفاء ليس جميلا لا صوت ولا عيون ولا قوام ، حتى أن القرد أحلى منها بشوية.
فرحت زوجتي بكلامي عن هيفاء وقالت : معك حق ، أنت طول عمرك مثال في الاستقامة والأخلاق العالية والذوق الرفيع ، ثم ذهبت لإعداد الشاي.
رجعت إلى الريموت كنترول ، وعدت لأشاهد فيديو كليب هيفاء ، وأنا اقول في قرارة نفسي ..الستات يا كده يا بلاش ....!!!! ، وهروح في داهية وستين كيس لو بطاريات الريموت انتهت وهو في يدي ....وتدخل علي زوجتي وأنا أشاهد هيفاء وروبي ونانسي .
من يوميات المواطن صالح
مصطفى بونيف