إن ريق قلمي قد جف فأبى المسير، وقف مشدوها يتأمل الحروف التي خطها كأنها غريبة عنه، لم يرها ولم يمر عليها بعد، ناجيته بهذه الكلمات: (تحرك يا قلمي ولا تسكن، فإن الدماء التي تنزف منك لا تذهب هباءا، لأنها دمائي أنا، ومن كبدي أنا ) لكن دون جدوى أناجيه ولا يسمعني، الواقع فرض عليه أن لا يسير وأن لا يتحرك ، فراح يعيد النظر فيما كتبه بعد أن قلب عدة أوراق إلى الوراء ...
بعدما توقف وأصغ إلى نشيد ساحر صادر من طائر يسمى بالحب، شاركته الفرح غنيت معه وشدوت ثم غاب الطائر وإنقطعت ألحانه لكنها ما زالت تنبعث من قلبي، شتمت بعدها رائحة الشقاء، إنطويت في بيتي وألحان الطائر الغائب ممزوجة بألحان جديدة لم أفهم منها إلا ...
الحب بحر لن تعبره إلا سفينة الواقع!...