منذ أيام قليلة ، زارتني إحداهن في المكتب ، وراحت تحكي لي فشلها في قصة حب طويلة مع أحد الشباب ...
قالت لي بأنها بادلته الحب لفترة تجاوزت 5 سنوات ، أحبته فيها كما لم تحب شخصا في حياتها ، غير أنه كان يطلب منها أشياء تتجاوز حدود شرفها .
تمنعت منه في الأول ...غير أنها استسلمت له نظرا لحبها الشديد والمفرط له .
وبعد ذلك بدأ يتهرب منها ، وغيرر رقم هاتفه المحمول ، واصبح لا يرد على إيميلاتها المتكررة .
وذات يوم مشؤوم ، عاكسها أحد أصدقاء حبيبها ، وعندما صرخت في وجهه ونهرته قائلة " أنا خطيبة صديقك كيف تفعل وتقول لي أشياء كهاته ؟ "
قالت لي بأن صديق حبيبها ضحك حتى سالت الدموع من عينيه ، ثم قال لها : أنت فتاة وسخة ، وعديمة الشرف ، وبأن حبيبها قد خطب فتاة أخرى أشرف مني .
كانت تحكي لي بمرارة ، وقالت بأنها حاولت الانتحار أكثر من مرة ، غير أنها فشلت .
هاته الفتاة في 24 من عمرها ، لكن الذي يراها يفزع من شحوب عينيها التي تشبه عيون المدمنين .
كانت تحكي لي وتقول : ألست محاميا ، ألم تدرس الحقوق ، هل يمكنني أن أنتحر ، أم أن أقتله ، لقد لوث سمعتي وشرفي .
قلت لها : أنت من قضيت على نفسك أولا ، وأنت المجرمة الحقيقية ، وأعتقد بأن الانتحار سيزيدك عارا فوق العار الذي تعيشينه ، وسيكون عقاب الله شديدا لأنك زنيت باسم الحب ، وقتلت نفسك .
إن الحب أطهر وأشرف وأعلى وأعظم مما فعلته .
لقد دفعت ثمن غبائك ، وحماقتك ، لأنك تبعت خطوات الشيطان . والحب بريئ منك . وبريئ من هذا الذئب البشري الذي أحسن اصطياد غزالة حمقاء .
ارتفع صوتها بالبكاء ثم قالت لي وما الحل ؟
قلت لها : توبي إلى الله ، وصلي كثيرا وأكثري من الدعاء ، إن الله لن يضيعك مادمت قد رجعت إليه .
والقصة الثانية هي أيضا حقيقية .
قال لي أحد الأصدقاء أنه سيفضح أمر فتاة لدى خطيبها ، لأنه يعرف بأنها كانت على علاقة غير شرعية مع شاب في الجامعة .
قلت له : ومادخلك أنت ، دع الخلق للخالق ولا تخرب بيوت الآخرين .
أجابني صاحبي : بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وبأن تلك الفتاة قد ارتكبت آثاما كثيرة ويجب أن تدفع الثمن وأن لا يتزوجها ذلك المسكين المغفل .
قلت له : يا صاحبي ، ذلك الذي تقول عنه مسكين مغفل ، قد يكون قد أخطأ في بنات الآخرين ، فعاقبه الله بهاته الفتاة ، ألم يقل تعالى "الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات " .؟
يا جماعة لا يجب أن نرتكب باسم الحب اللآثام ...
إن الحب والمودة والرحمة شعور رائع ومقدس وهو الأساس في بناء البيوت المسلمة السعيدة .
غير أن الذئاب البشرية هي التي ارتكبت المعاصي والآثام باسمه .
إن الحب بريئ من كل الذي يحدث في مجتمعنا .