كتب مصطفى بونيف
كنت تقولين لي دائما بأنك تتمنين لو يصيرك الله بعد موتك إلى زهرة برية !
إن الزهرة التي نراها في أحداق عيوننا ..هي زهرة القلب ، تمسكت بالأرض ، وبقي رأسها المليئ بالأوراق المرهفة يواجه الريح العاتية ...فلا تتحرك إلا رقصا ، ولا تفوح إلا عطرا ، وكلما اشتدت بها العواصف ...كانت أبهى وأقى !
أقترب منك ..كما يقترب القمر من الشمس ...فأقتبس من نورك شعاع المحبة وقوة الإيمان وسيطرة الجمال ...فأنت التقية البهية الشهية النقية .
تعلمت من بساطتك كيف يكون المرء طبيعة بكاملها ، برياحها وغيومها وشمسها وبحرها وغاباتها ..
تعلمت أن أصنع الأحلام ..وأن أصنع الطموح ...وأن أتصدر رجال الدنيا في القوة والصلابة لأنني أخذت من صراعات الحياة ومعاركها أن وراء كل رجل منتصر امرأة تشبه الزهرة البرية .
فكنت ورائي ..وكنت الظل الذي يسبقني ويفتح لي أبواب الخير .
لا تشعري بالذنب لو ضربتني يوما ...فالرجال الأشقياء يحتاجون إلى تأديب من امرأة ماهرة تستطيع أن تروض الأسود فتستحيل بين أقدامها قططا بريئة تبحث عن الدفء .
وليس هناك من دفء أهم من راحتي فتاة تتقن تحويل رمال الأرض إلى ذرات الذهب ..وتحويل قلب رجل كان يهوى السفر ..إلى رجل يقف كالمسمار أمام زهرة برية .
مصطفى بونيف
كتاب الرسائل -
الرسالة القادمة إلى نجمة الليل